الكاتب : خولة قلعةجي الجملي.

الرؤيا والتشكيل في هلاليات عادل مقديش التصويرية

     تأخذ الممارسات التشكيلية عدة سياقات عند تمثيل الشعر صورياً ، فقد تكون الصورة توضيحية  أو صورة نصية، كاريكاتير، منمنمات،  أو رسومات حبرية و ربما لوحة تشكيلية تشارك النص الشعري إلغازه ورمزيته وقد تكون مرادفاً بصرياً للصورة الشعرية، تحاور تفاصيلها وتنقلها إلى الوجود كياناً مادياً حسياً، ينطق ويحيل إلى منطق الرسم والتشكيل، فالقصيدة رؤيا الشاعر واللوحة رؤيا الرسام، وقد يكون ” الشعر صورة ناطقة ، والرسم شعر ناطق، ويقال إن أول رسم كان نوعاً من الكتابة لا يهدف إلى إدخال السرور وإنما إلى تقديم المعلومات ليس إلا “[1] مثل الكتابة الهيروغليفية أو الكتابة الصورية.

    إن الصورة التي نراها واقعاً عينياً كانت فكرة متخيلة ثم مكتوبة ثم متخيلة ثم مرسومة، وهي صورة مرت بأربع تأويلات ورؤى وربما أكثر، نظراً لحصول عمليات ذهنية تأويلية معقدة، تسعى للجمع بين دلالة النص والدلالة المتخيلة التي حصلت في ذهن المتلقي، بحثاً عن أبعاد خفية توارت، فالحروف رداء يحجب المعاني وخصائصها، و الرؤيا بمد الألف  تختلف عن الرؤية المنتهية بالتاء المربوطة، حيث يميز معجم لسان العرب “لابن منظور” بين المفهومين، فالرؤية هي “النظر بالعين والقلب أما الرؤيا فهي مارأيته في منامك وهي الرؤى، رأيت عنك رؤى حسنة، حلمتها وأرأى الرجل إذا كثرت رؤاه وهي أحلامه، جمع رؤيا، ورأى في منامه رؤيا وجمع الرؤيا رؤى”[2].

 والرؤيا والحلم في اللغة والاصطلاح: عبارة عما يراه النائم في نومه من الأشياء، لكن غلبت الرؤيا على مايراه من الخير والشيء الحسن، وغلب الحلم على مايراه من الشر والشيء القبيح، وما اختلط منها والتبس فهو أضغاث أحلام”[3].

لكننا نلمس تحولات المفهوم في المعاجم المختصة  والموسوعات مثل موسوعة لالاند الفلسفية  ليصبح كالآتي” الرؤيا: وإذا أطلقت الرؤية على المشاهدة بالنفس سميت حدساً. وأيضاً مشاهدة الحقائق الإلهية أو المشاهدة بالوحي، أو الإدراك بالوهم أو المشاهدة بالخيال”[4]، فالرؤية حسية والرؤيا حدسية، وغالباً ما تأتي بمعنى الكشف عند المتصوفة، ويفسرها “ابن عربي” بقوله، “وهذا يشبه في حال اليقظة الخواطر الواردة على فكر الإنسان وقلبه فإنها تأتي على نسق، أي على نظام واحد وقد تأتي على خلاف ذلك مسترسلة غير محصلة”. فالشعراء مفسروا الآلهة عند أفلاطون.

    ورد مفهوم الرؤيا في مجالات عدة وتطور، ليصبح مرادفاً ومعبراً عن حداثة تشكلت على يد شعراء ومفكرين وفلاسفة، تناولوا هذا المفهوم بأنه قفزات خارج الجدار إلى جدران أخرى فقد عرف “أدونيسالرؤيا بأنها ” قفزة خارج المفهومات السائدة[5] أي أنها ” تغيير في نظام الأشياء وفي نظام النظر إليها[6] وقد أشار إلى الدراسات السابقة عند الغرب فالرؤيا عند رامبو تقترن بالشعر. لكننا حسب أدونيس نميل إلى إعادة هندسة توارد مفهوم الرؤيا والذي بتعدد شروحه وجدنا مشتركات جوهرية كثيرة، فالرؤيا بصيرة نافذة إلى أسرار الرمز ومحاولة سبر أغواره عمقاً ومعرفة، وإن تغيير النظام هو إعادة لترتيبها وفق رؤى مغايرة يشير إلى غموض في نسبة هذا التغيير وكيفية حصوله. ويقول أدونيس أيضاً  “إذا أضفنا إلى كلمة الرؤيا بعداً فكرياً وإنسانياً وبالإضافة إلى بعدها الروحي ، يمكننا حين ذلك أن نُعرِّف الشعر بأنه رؤيا. والرؤيا بطبيعتها قفزة فوق المفاهيم القائمة، إذن هي تغيير في نظام الأشياء، وفي نظام النظر إليها”[7] وهو رأي نستطيع النفاذ منه إلى إعادة الترتيب والتكوين والتشكيل أو إعادة التشكيل والاشتقاق والاستعارة وإعادة التمثيل وهي كلها تؤدي

إلى حصول  تغيير ما لا شروط عليه، بالإضافة إلى إمكانية الشاعر والرسام وقدرته على إعادة صياغة ظواهر العالم المحسوس.

  وجدنا أيضاً عدة تسميات للقصيدة لها التعبيرات ذاتها الموجودة في الفن التشكيلي، مثل القصيدة التشكيلية، القصيدة البصرية، القصيدة الضوئية (قصيدة الضوضاء)، كتابة التصوير، والسؤال هنا هل يمكن للرسم أن يكوّن فضاءات تشكيلية تعبر جيداً عن النص الشعريّ ؟..وماذا يضيف الانتقال من الصورة المكتوبة إلى الرسم والصورة التشكيلية؟..

  • مفهوم التشكيل:

المعنى اللغوي:

    يرد معنى التشكيل في المعاجم كالتالي: المصدر شكَّلَ، وتشكيل المنظر إلباسه صورة، شكَّل الشيء: صوره، عالجه بغية إعطاءه شكل معين. شكَّل الرسام لوحته: ركّبَ ألوانها وخطوطها، شكَّل باقة زهور: ألف بين أشكالها وما شاكل شيء كان على نمطه.

تشكلت الآراء في ذهنه في : انتظمت، تشكل المنظر: تصور، تمثل. يتشكل بأشكال الجسم : ينسجم معه تمام الانسجام. تشكل شبح لفنان: ظهر له في صورة مرئية. تشاكل الشيئان تشابها وتماثلا وتوافقا.

 والتشكيل اصطلاحاً: هو الشكل لا تكتمل صورته إلا بوجود عناصر أخرى تدخل في علاقة ترابط لتعطيه معناه ، ولذلك عرَّف Jon Cohen ” جون كوهن” بأنه مجموعة العلاقات التي يستقطبها كل عنصر من العناصر الداخلية لتنتظم، ووجود هذا المجموع  هو الذي يسمح لكل عنصربأداء وظيفته اللغوية”[8]

كما عرَّف كلايف” Klaif” التشكيل بأنّه “الشكل الدال، ويعني به في الفنون البصرية تلك  

تلك التجمعات والتضافرات من الخطوط والألوان التي من شأنها أن تثير المشاهد”[9]

والتشكيل هو صيرورة لعوامل عدة تم تجميعها، بمفردات وعناصر تترابط لغاية التأليف المنسجم وفق إيقاعات معينة، تتغلغل داخل وجداننا لتؤثر فينا. 

” ولايأتي هذا التأثير من دلالات اللغة بل ينتج من بنيتها التشكيلية تماماً مثل الأثر الذي تولده المساحات اللونية في الفن التشكيلي”[10]. حيث يطرح الباحث ذاك التماثل في نظام بناء الصورة في الشعر والفن التشكيلي.

يقول “غوته إن الفن تشكيل قبل إن يكون جمالاً”

  • حوارية الصورة والنص عند عادل مقديش.

     يتألق الفنان “عادل مقديش” وهو فنان تشكيلي تونسي، في تجسيد ملحمة سيرة بني هلال من خلال ديوان ( هلاليات) الذي كتب الشعر فيه الأديب “عبد الرحمن أيوب”[11]، وقدم له “الطاهر قيقة”[12].

 يتألف ديوان هلاليات من قصيدة واحدة تتراوح بين القصيدة النثرية والشعر الحر تتخلله بعض القوافي أحياناً ، استمرت القصيدة على مدى 97 صفحة، و 36 لوحة مرسومة بأسلوب فن الحفر، تناوب فيها الشعر والرسم مناصفة تقريباً صفحة بصفحة. وكأنما يريد الرسام مرافقة الشاعر في تصوراته عن الحدث الرئيس في الهلاليات، فقد قدم الشاعر نصاً يثير حيرة القارئ من خلال شخصية الجازية وتأثيراتها المتعددة  كألهة للحب والحرب، جاءت من عالم الممكن الأسطوري،  فهي القصيدة والمرسومة معاً. ولا ينفصل الحرف والكلمة عن الرسم في لوحات ” عادل مقديش”. فالكلمات تمثل جداريات ضخمة وخلفيات لصراع أو حدث ما وتحيط بالأشخاص وكأنها هالات أو تمائم توجه مسير الملحمة الشعرية. كما تخلل تلك الخلفيات مشاهد مبارزة وأحصنة في حالة صراع. وهي عناصر مشتركة في جميع اللوحات، يفرق بينها وجود شخصيات بارزة مثل ” الجازية” أو فارسين على صهوة حصانيهما يتبارزان في عنف يبرزهما اللونين الأبيض والأسود، اللذان يعبران عن التضاد في مواقف الشخصيات وسلوكها، وعن ثنائيات مثل الخير والشر، الخيانة والإخلاص، اليأس والأمل، القرب والبعد، القصيدة واللوحة المرسومة،  وعِبَرٍ أخرى يستخلصها المتلقي عند رؤية اللوحات أو قراءة القصيدة. “فالملحمة وظيفتها إحداث التطهير

من إنفعاليّْ الخوف والشفقة”[13]. فهل أحدث الرسم أثراً مهدئاً لعنف المشهد الملحمي داخل القصيدة.

يتناوب الأبيض والأسود في تعبيرات ” عادل مقديش” التصويرية، الذي يبني مساحة ذات حركة بصرية شديدة، تعبرعن تسارع الحدث الملحمي ومفرداته، التي تمثلت في الأحصنة والأشخاص المنهمكين في معارك حاملين آلات حربية مثل السيف والترس في مشهد استعراض للقوة، إذ لا تخلو المشاهد أيضاً من أيقاعات المجون والإغراء التي تفوح من ثنايا القصيدة، فالجازية جميلة إلى حد الإدهاش ما جعل كل من حولها يطيعها في أوامرها مع إمكانية استخدام هذا الجمال لإغواء من تعجز قريحة الرجال على إقناعه. كما تطل الزخرفة العربية والحروفية بكثافة التشكيلات على مساحات كبيرة، ساهمت في إعطاء البعد التراثي أبعاده الحقة في المشهد المرسوم، وما جرى حوله من لغط أو حماس أدى إلى في إعادة صياغتها في ثوب جديد،.. إذاً: كيف تمكن الفنان عادل مقديش من دراسة مكونات القصيدة  البصرية وتقديمها في نص تشكيلي؟..

يقول “إدموند نوغاكي”   هناك صعوبة حقيقية في تسمية العمل التشكيلي المصاحب لنص القصيدة. يتجنب شار نفسه هاتين الكلمتين ويفضل التحدث عن تحالف جوهري ، مما يعني أنه لن يكون هناك سوى اختلاف في المادة بين القصيدة وعمل الفنان. ما هي “اللدونة” الشعرية القادرة على منافسة المادة التصويرية للفنان على أرضها؟[14].

  • هلاليات عادل مقديش التصويرية

          يطرح ديوان هلاليات حوارية طريفة، تتعلق بالمرئيات المشتركة بين القصيدة والرسم الذي يحاكي هندسة وبناء الإطار الشعري العام للقصيدة الملحمة، شكلاً ومضموناً،  فالقصيدة تذهب بنا إلى مآلات ومجاهيل الكلم والحرف ناسجة عالماُ وجدانياً، يحرض الخيال ويثيره بدون حواجز ولاينتهي بنهاية القراءة،  كما تساهم الصورة المرافقة للقصيدة

في دفع ذاك الخيال إلى حدود مادة التشكيل، رغم تمكن الفنان عادل مقديش بأسلوبه التصويري من السيطرة على تراجيدية الملحمة شكلاً ولوناً وإيقاعاً عنيفاً لحركة وأحداث عنيفة، تتداخل مع غواية المشهد المتكرر والمتعدد ، ودراماتيكية الأحداث المرسومة.

يستلهم الفنان “عادل مقديش” القصيدة مشتقاً منها مفردات أعماله التصويرية وعناصرها بانية اللوحة ، “فاللوحة المشتقة عمل يستمد الفنان منه الإلهام أو المعالجة من مصدر تاريخي أو فني آخر………وبالمثل يعتبر مصوروا لوحات الكتب من فناني الاشتقاق  لأنهم يصورون الأحداث التي يصفها الكتاب”[15]. وفي وقول آخر ” ولو انتقلنا إلى جهة الصورة لوجدنا أن فنونها ابتداءاً من الانطباعية بلوغاً إلى اتجاهات الفن المعاصر الحالية، نهلت من الثقافي بصورة باتت لازمة للصورة، هذا مايصح في مدارس الفن المختلفة، من سوريالية وتجريدية وغيرها حيث أنها انطلقت أو انبنت وفقاً لتوجهات الفلسفة أو الأدب”[16]، لذلك قد يتضمن الاشتقاق استعارات شتى هي مشتركات بين النص والصورة.

ألا يمكننا القول إن لوحات هنري ماغريت تنبني كما لو أن الصورة تفكر، عدا أنها تجمع، في بعضها، بين الجملة والصورة (“هذا ليس بغليون”، في لوحته الشهيرة). بل يمكنني التساؤل : ألا تكون لوحات ماغريت، في بعضها… استعارة؟ كذلك ينحو الفنان “عادل مقديش في استعاراته من مشاهد القصيدة التي تصور أجواء البادية، فالحصان العربي والسيف والترس والعمامات والأردية بما تحمله من زخارف محلية وعربية ذات إيقاع بصري  منتظم شديد التباين، مثل شدة بياض الحروف وسوادها، قسمت فضاء اللوحات  أفقياً وعمودياً، وأحياناً يختفي هذا التقسيم في بعض اللوحات التي تمثل احتدام المعارك بين الأحصنة المجندة للحرب، التي نلمح صدى لها في لوحات “أوجين دولاكروا” عندما رسم الأحصنة العربية، كذلك مشهد المرأة المستلقية في استرخاء عندم رسمه لنساء جزائريات، مع التغيير في أسلوب الرسم لأنه يحاكي “بيكاسو” في تعبيراته التشكيلية من حيث بساطة الشكل والتكوين ، كذلك تبسيط العناصر المؤلفة للوحة.

  • شعرية النص وشعرية التشكيل في هلاليات.

   وأصل الكلمة شَعَرَ، وفي لسان العرب تأتي بمعنى (العلم)، “والشعريّة ليست فن الشعر لأن فنّ الشعر يقبل القسمة على أجناس وأغراض… والشّعرية ليست الشّعر ولا نظريّة الشّعر… إن الشعريّة في ذاتها هي ما يجعل الشّعر شعرًا[17] ،لذلك فالمفهوم من أشد المفاهيم صعوبة في حصر مفرداته وشرحها أو تحديدها لأن “الشعريّة هي دراسة الفنّ الأدبي باعتبارها إبداعا تلفظيًّا، أو دراسة الصيغ الداخلية للنّص. كما تعنى الشعريّة بتوصيف النصوص الأدبيّة من جهة أولى، وجرد مكوّناتها الثابتة وسماتها المتغيّرة من جهة ثانية، ثم الاهتمام بقواعد تجنيسها من جهة ثالثة[18]. والشعرية انواع وأصناف

ومذاهب وتخصصات وهنا “نتحدث عن شعريّة الشعر، وشعريّة السرد، وشعريّة السينما، وشعريّة اللوحة التشكيلية، وشعريّة المسرح، وشعريّة الإيقاع”[19].

   يسود الصور المرافقة للنص الشعري (هلاليات) عالماً جمالياً أسطورياً، تتظاهر شخصياته في مشاهد استعراض للقوة لا تخلو من الرومانسية، حتى ليشعر المتلقي أنها رقصة الحياة والموت والانتصار، الذي سعت وراءه المرأة” الجازية” المضحية بالذات في سبيل قومها،  فهي لقطات من نصوص، سيطر عليها حضور المرأة والحصان كقوة فاعلة، طغت على غالب المشاهد في لوحات الفنان “عادل مقديش”  ونحن نعلم كم تم تشبيه المرأة في الفرس أو الخيل عند العرب القدماء، و”  لعلّ لفظة / الخيل/ عند العرب جاءت من الخيلاء ، فهي – أي الفرس- تتبختر بفارسها و ينتابها عُجْبٌ فتختال بنفسها ، و تنطلق مستعرضة بصدرها الذي كاد ينافس رأسها في البروز و الحركة.

و هاهي المرأة يصيبها العُجْب و الاختيال ، فقد يكون هذا سببا من أسباب الربط بينهما …. هذا واحد . أما الثاني من هذه الروابط فقد يكون الحسن و البهاء و رونق الوجه و أسالة الخد و انفساح العين ، فالمرأة الحسناء تلتقي في هذه مع الفرس النجلاء”[20] .

ولا تتمثل الشعرية أو الشاعرية فقط في أوضاع الشخصيات المرسومة في هلاليات مقديش، وإنما في كيفية تراتب وترتيب العناصرعلى صفحة بيضاء وعلاقة تلك العناصر وتشابكاتها وتناظرها وتضادها وأيضاً عنف إيقاعاتها، مكونة موسيقى داخلية حية، ذات توليفات تحفز العين المتلقية، نرى ذلك في بناء وتأليف اللوحة المصورة، فالمساحات العمودية هي شكل القصيدة العمودية واتجاه نظمها من الأعلى إلى الأسفل وتصاعد وتيرة أثر الفكرة المكتوبة، أما المساحات الأفقية فهي خط الوزن في القصيدة والقوافي، تتقاطع عند بؤرة اهتمام يتمركز الحدث الرئيس فيها بعناصر تشكيلية كثيفة الحضور،  تمثل اجتماع عنصر كتابة القصيدة ومشاهد الحرب والشخصيات الفاعلة والمؤثرة في الملحمة الشعرية هلاليات في اللامكان واللازمان، وهنا نرى الفنان عادل مقديش يحاكي أسلوب توارد المساحات المكتوبة في   القصيدة ومضمونها، فالشعرية داخل رسومات مقديش، هي جماليات التشكيل التي تفيض شاعرية.وهي متعة مستقاة من نص القصيدة الملحمة.   

باستطاعتنا القول أن الصورة من أبرز مقومات النص الشعري، لكن الصورة التشكيلية هي ذاك الأثر المادي  المحسوس المتحقق فعلاً لإنتاج معنى.

الخلاصة

يبدو الأمر وكأنه سباق بين الكلمة والصورة، بين العلامة والحرف اللذان تمتعا بحوارية طريفة، كما الأبيض والأسود وتناوبهما في كتابة الحرف والرسم اللذان اشتركا المساحة ذاتها في الصورة موضوع القصيدة.

تذهب القصيدة إلى اللوحة، كما تذهب اللوحة إلى القصيدة، قصيدة تشكيلية أو لوحة شعرية، وفي تصاوير “عادل مقديش” لايعرف الرائي متى يبدأ الشعر و أين ينتهي.

 

 

المراجع:

[1] – التلاوي ( محمد نجيب)، القصيدة التشكيلية في الشعر العربي، ( الهيئة المصرية للكتاب، 2006م).

2- ابن منظور، لسان العرب، مادة حلم –ج 12، ( دار صادر بيروت لبنان).

4- المراق( عبد الكريم)، معجم الفلسفة، المركز القومي البيداغوجي، نشرة اولى 1977م.

5- ادونيس، زمن الشعر، دار العودة، بيروت، ط2،1978م، ص9.

6-  بلقاسم (خالد)، أدونيس والخطاب الصوفي، ط1، (دار توبقال للنشر، الدار البيضاء-المغرب، 2000م).

7-  بلخوجة ( عبد العزيز)، الرؤية الشعرية في بيانات عبد الوهاب البياتي تجربتي الشعرية أنموذجاً، رسالة ماجستير ( جامعة وهران ، الجزائر 2015م).

 8-  كوهن( جون)، النظرية الشعرية، ترجمة أحمد درويش، دار غريب، د.ط( القاهرة ، مصر، 2000م) .

9- مرهون الصفار( ابتسام)، جمالية التشكيل اللوني في القرآن

10- العذاري (ثائر)، تقنيات التشكيل الشعري واللغة الشعرية، ط1(رند للطباعة والنشر ،دمشق، سورية، 2010م).             

1[1] – أيوب ( عبد الرحمن)، مؤرخ تونسي وأستاذ الملاحم والثقافة الشفاهية .

12- قيقة ( الطاهر)، أديب تونسي.

13- حمادة (إبراهيم)، كتاب أرسطو في فن الشعر،( ترجمة  نص كتاب أرسطو فن الشعر)، الناشر (مكتبة الأنجلو مصرية،1983م)

14-نوغاكي (إدموند)، أستاذ فخري لعلم الجمال والفنون في جامعة فالنسيان.

15- ابراهيم ( عبد الرحيم)، كتاب رؤية مستقبلية في نقد وتذوق الفنون البصرية، (مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1995م).

16- داغر (شربل) ، بين ثقافية الصورة ومرءية الكتابة، موقع الكاتب الإلكتروني. https://www.charbeldagher.com

17- طالب ( سهام)، الشعرية مفاهيم نظرية وتطبيقات، مجلة أوراق ثاقفية (لبنان ، بيروت 17 ماي 2020م).

18-  19- طالب (سهام)، الشعرية مفاهيم نظرية ونماذج تطبيقية، مجلة اوراق ثقافية (لبنان ، بيروت، 17 ماي 2020م) https://www.awraqthaqafya.com/

 

19- المسعودي ( على)، مقال عن أصايل النساء والخيل لا تمكن من نفسها إلا صاحبهاhttp://3yoonn.blogspot.coml الثلاثاء 3 جوان 2014م.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page

X