يعتقد منذ القديم أن مراحل ظهور القمر لها تأثير على الزراعة، فيعتقد بعض المزارعين أن زراعة البذور خلال القمر المتنامي (عندما يتزايد حجم القمر) يمكن أن تؤدي إلى محاصيل أقوى وأكثر إنتاجية، في حين أن الزراعة خلال القمر المتضائل (عندما يتناقص حجم القمر) أفضل للجذور. المحاصيل، وهي تأويلات ليس لها أي أدلة، لكنها مترسخة في المخيال الشعبي كرمز للتنامي أو التضاؤل أو الزوال. كما أن رؤية القمر كاملاً هو رمز لليالي البيض وإذا وجدت بعض السحب تغطي القمر فهي رمز لليالي السود، التي يعتقد تأثرها القوي على الزراعة.
لكن بعض الدراسات الأكاديمية المتخصصة، درست بعض الظاهر ورصدتها، مثل علاقة القمر بالزراعة، خاصة تأثيره على انتقال الماء في النبات، فالقمر طاقة مغناطيسية تؤثر على الموجودات داخل مجاله الفلكي، فهو يتبع الأرض في دورانه الذي يؤثر في جميع الكائنات الأرضية “مثلا عندما يكون القمر صاعداً يرسل طاقة تدفع العصارة النباتية للصعود بقوة و تمتلئ الأجزاء الطرفية للنبات و هنا تكون أفضل وقت لأخذ العقل الطرفية و استخدامها في الإكثار و هذا يفيدنا أيضا في تحديد وقت جمع المحاصيل الورقية إذ تمتلئ الأوراق بالزيوت الطيارة و نسبة المحتوى من المواد الفعالة و هذا يفيدنا في النباتات الطبية التي تستخدم أوراقها و أثناء هبوط القمر يرسل طاقة تؤثر في التربة فتؤثر على نشاط الجذور و هذا يعتبر أفضل وقت للري حيث يزيد”[1].
نجد أيضاً عبارات مثل ” القمر الصاعد” وتدل على إمكانية وتفضيل الزراعة والبذر أما عبارة ” القمر النازل” فتدل على التقليم والتشذيب وهو أقل فاعلية للزراعة والبذر وتجهيز الأرض، وحسب الدليل الشامل فإنه “يجب تجنب عمليات الزراعة والنقل خلال القمر النازل حيث يمكن أن تكون النباتات أكثر عرضة للتوتر والصدمة”.