حسب هيغل، شكلت الرمزية بداية الفن من الناحية التاريخية والفكرية، فهو يعتبره وسيلة للتعبير تمثل مرحلة ماقبل الفن لأنه يقدم مدلولات مجردة وأولية، أو صراع بين شكل غير متطابق مع المضمون الذي لا يفصح عن ذاته أو أن تمثلاته الصورية لا تفصح عن مضمونها كلياً، رغم الصلة الوثيقة بينهما.
أيضاً نرى الهلال والنجمة مثل عنصرين زخرفيين في الفنون الإسلامية بكل أنواعها وموادها، حيث نلمس تبدل سياق تناول هذين العنصرين ليؤلفان نسقاً رمزياً ذو مضمون مغاير للمألوف، تختلف نظم القراءة فيه لارتباطه بالمكان، حيث ينتج عن التكرار
إيقاعات وأزمنة، رغم طغيان وظيفة المشاهدة على التكوين الزخرفي في محاولة لجعل المضمون المرسل أو الخطاب البصري يتطابق مع موضوعه، بالإضافة إلى الشحنة التعبيرية التي تشحن المتلقي وتقحمه في عوالم صوفية وترفع مادية المنجز إلى ماوراء الطبيعة.
إذاً لا نستطيع أن نتحدث أو نقوم بتحليل وقراءة عمل فني في الحضارة الإسلامية، دون الحديث عن البعد الصوفي وتجلياته في إيقاعات الشكل الذي بتمثلاته ودورانه، يرتفع بنا إلى مافوق المحسوس المادي ليصل رمزية الجليل.
“يطغى التشكيل النجمي على الزخرفة العربية الإسلامية، والذي يسمى ” الأطباق النجمية” وهي تعتمد على علم الهندسة. نشأت وتطورت عبر العصور الإسلامية وكانت معجزة العقلية العلمية العربية الإسلامية، التي أفرزت فلسفة جمالية أسست لفكر جمالي إسلامي”.[1] فهل يقوم الفنان في الحضارة الإسلامية بخلق عوالم سماوية في عالم أرضي عن طريق تمثله لأشكال النجوم والأقمار وتزيين قبته ومأذنته وسقوف قصوره ومبخرته وأقمشته وجدرانه، فتنتفي حسية المواد وبردوتها ويلين ملمس الحجر.
المراجع
[1] – قلعةجي( خولة)، التشكيل النجمي في الفنون الإسلامية ، مقال منشور في موقع (Academia.edu) https://www.academia.edu/105825696/. By kalaji kaoula