
تعود حرفة التذهيب وحرف أخرى لها علاقة بمعدن الذهب إلى الحضارات القديمة قبل الميلاد مثل الحضارة البابلية والهندية والصينية، مسينا وروما التي زينت كتبها ولوحاتها والفسيفساء خاصتها بالذهب، أما استعماله في الكتابة وتزيين المخطوطات القديمة، فقد تم لحفظ وتعظيم ما تم تدوينه لقيمته الحضارية.
يرجع بنا موضوع اللوحة " عشاء المحارب الأخير" إلى السرديات الأولى للقصص الديني، لاسيما ما ورد ذكره في الأناجيل الثلاثة "لوقا- متى –مرقص"تحت مسمى "عشاء الرب" ، حيث يعلن سيدنا عيسى معرفته بالغدر من أحد الجالسين معه على المائدة وأنه سيصبح خروف الله.
تحتوي تصاوير الفن المسيحي على عناصر ذات رمزية عالية ومتعالية عن الدنيوي كونها مرتبطة بجوهرها بالدين المسيحي، لذلك نستطيع إطلاق عبارة فن ديني فيما يخص الفن المسيحي.
تحتوي الأيقونات والمنمنمات على تصاوير لسيدنا المسيح ومريم العذراء وأيضاً نجد فيها صوراً لبعض القديسين وأشخاصاً من عامة الشعب ، تضمهم مشاهد تروي السيرة النبوية، تحمل دلادلات رمزية كبيرة.
أشهر آثار هذا الفن هو المخطوطات السريانية المكتوبة باللغة السورية والتي نجدها موزعة في جميع مكتبات العالم وبعضها موجود في الكنائس الكاثوليكية، تضم تلك المخطوطات عدداً لابأس به من المنمنمات والأيقونات وصوراً للصليب تتداخل فيها أساليب التصوير من إغريقي وعربي محلي وبيزنطي بين تأثير وتأثر.
تنوعت مصادر تعريف المقدس كمفهوم، لذلك يصعب حصره من وجهة نظر وحيدة أو داخل حقل معرفي واحد، رغم توخي الحياد في الإفصاح عن هذا المفهوم، لأنه يتجاوز ماهو محسوس إلى ماهو مجرد أو يجمع بينهما، ولاتبتعد كل تلك التعريفات عن بعضها في اعتبار المقدس قيمة علوية، ترتفع عن حياة البشر.
تختلف اعتبارات الجسد من حضارة لأخرى في طريقة تناوله الفني، لكنه يتفق عن الكل انه جسداً رمزياً ذو قوى سحرية إذا ما اتحد مع فصائل الكائنات الحية الأخرى، لنجد جسداً بشرياً ورأس أسد وجناحا نسر، أو نجد جسد الآلهة الأم عشتار في تحولاته الإسطورية والطقوسية يتشكل ويعاد تشكيله أبد الدهر.
يرى هيغل أن النظرة التي تؤكد المحاكاة في الفن تصنع الذاكرة بدلاً من الخيال المبدع، كأساس للإنتاج الفني لأن الفنان حين يحاكي الطبيعة يرهق نفسه في تذكر التفاصيل الدقيقة بدلاً من ان يجعل خياله المبدع يقوده.
ارتبطت الفنون في الحضارات السورية القديمة قبل الميلاد بالمعتقدات السائدة في تلك الفترة التاريخية، فجاءت معبرة عن البعد الديني والأسطوري والحضاري، لأن غالبية اللقى الأثرية احتفت بالمشاهد التصويرية ذاتها تقريباً مع اختلاف خامة الأثر المعالج فنياً.
You cannot copy content of this page