( البديل البيولوجي)
استراتيجيات التصميم والأزمات المجتمعية
البديل البيولوجي
أدى التطور العلمي والتقني وظهور المواد الجديدة إلى تغيير وجهة الفنان المصمم، وحثه على مغادرة التعامل مع المواد التقليدية لترجمة تطلعاته ، والبحث عن الاستثناء والطفرة ، عبر التجريب اللامتناهي والجريء للتقنية والمادة في محاولة لاستكشاف مناطق أداء جديدة، واكتشاف مفاهيمية جديدة، فالتطور التكنولوجي أدخلنا في عصر اللامعقول بمعقولية، في تحد جعلنا نجرب أو نقوم بتنفيذ ابتكاراتنا بمواد عدة،غيرت ووجهت التماع الفكرة الإنشائية الأولى، لتتظاهر أعمالاً لها ذائقية مختلفة. فهل قامت عمليات الابتكار ضمن هذا التعالي، وبالتالي التصميم بأخذ المستهلك أو البيئة العامة والمواد المستخدمة بعين الاعتبار؟. ماهي استراتيجيات التصميم في هذا المجال.
هل يوجد استراتيجيات للتصميم لها دورها على مستوى الأزمات المجتمعية، أزمة البنى التحتية والتغيرات المناخية والتلوث والمواد المعالجة صناعياً من منتجات البترول وخاصة ( الأكياس البلاستيكية)، فضلاً عن القضايا المعيشية والاجتماعية؟. هل هناك استراتيجية وطنية للتصميم؟ وماهو دور التصميم في تأهيل المواطن؟. ماهي المسؤولية المتبادلة بين المصمم والمواطن؟.
يقول المصمم الكندي روبرت بيترز: إبداعات التصميم تصوغ الثقافة، تبني القيم، والقيم تشكل ملامح المستقبل)[1] تمتاز العملية التصميمة، بالتزامن في توفير شرط القيمة والوظيفة، وبالتالي سهولة الإدراك وسهولة الاستخدام، كما يعد إشباع الحاجات الأساسية للبشر في أبعادها(الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية)، أحد المقومات الرئيسية للمواطنة. والمصمم مواطن قبل تملكه للمعرفة العملية المنتجة. فهل يستطيع المصمم كونه مواطناً إيجابي أن يسد الثغرات عند تفاقم الأزمات المجتمعية البيئية؟. هل يقوم التصميم بإعادة المصالحة بين العقل الأداتي باعتباره يحاول استغلال البيئة دون أن يتفاعل معها، وباعتباره اقتصادي ومادي في حدوده القصوى، والقيم الأخلاقية كجوهر لتنظيم السلوك الإنساني
وبالتالي تطويع الفعل الاقتصادي من أجل تحفيز شعور المواطنة. وهل يمكن الانتقال بواسطة التصميم من بيئة مريضة إلى بيئة أخرى مريحة ومرضية، وإنتهاج استراتيجيات تستطيع أن تحقق النقلة النوعية المطلوبة، لتحديد المشكلة بواسطة أطرافها الثلاثة، المصمم، المواطن، البيئة.
يقول الباحث علي عبد الرزاق جلبي(يعتبر التصميم استراتيجية ومنهجية ووسيلة واعدة لمواجهة هذه التحديات أو على الأقل الحد من آثارها السلبية على الناس)[2]. ويقول أيضاً يجب على التصميم أن يتوجه ويبتكر في مجال الخدمات العامة.
تتمثل مشكلة هذا البحث في إمكانية التوجه نحو البديل البيولوجي في مجال التصميم والابتكار، لمادة البلاستيك والأكياس البلاستيكية بشكل خاص، التي ظهرت منذ ستينات القرن الماضي. (وتسمى الأكياس ذات الاستخدام الواحد أيضاً. هذه الأكياس تحديداً رقيقة ومصنوعة من مادة البوليمر المعروفة باسم البولي إثيلين عالي الكثافة، الذي يخلق مادة قوية جدا، ولهذا السبب نرى أن كيس البقالة العادي خفيف الوزن ومع ذلك يحمل أضعاف وزنه دون أن يتمزق. تلك الأكياس لا يعاد تدويرها ويحصل عليها الشاري في المتجر ونقاط البيع مجاناً في دول كثيرة، وبكميات غير محدودة)[3].والتي بتفاقمها أصبحت مشكلة العصر البيئية أو مايسمى كارثة بيئية إلى حد تسميتها “بالأزمة البيئية” لما تحمله هذه التسمية من معان تتعلق بأطراف عدة أولها وآخرها بشرية،و لأنها تتعلق بعقلية استهلاك غير مسؤول، وتتعلق باستراتيجيات اقتصادية معينة كالانتاج أو الاستهلاك. أو مايسمى بالمعادلة الاقتصادية أو العرض والطلب. علاوة على ذلك( تُظهِر أبحاث جديدة أن البلاستيك ضار بأجسامنا في كل مرحلة من مراحل دورة حياته، من استخراجه كوقود أحفوري، إلى استخدامه على نطاق واسع كوسيلة لتغليف المواد الغذائية، إلى التعامل معه في إطار عملية إدارة النفايات (التي تتضمن مدافن النفايات، ومراكز إعادة التدوير، والمحارق).[4]
يتم تصنيع البلاستيك من مواد عضوية، مثل البترول الخام والغاز الطبيعي و السيللوز والفحم والملح، وهو يدخل في صناعة كثير من المواد التي نستخدمها في حياتنا اليومية مثل الملابس والألعاب والسيارات والأجهزة الكهربائية مثل التلفاز والحاسوب.
يعتبرالبلاستيك منتوج منخفض التكلفة، مقاوم للماء والمواد الكيميائية، متين، خفيف وغير قابل للكسر، يمكن استخدامه للأغراض المنزلية والتغليف، أما عيوبه فتتمثل بأنه غير قابل للتجديد، يلوث الأرض والماء لأنه غير قابل للتحلل، كما ينتج بعض أنواع البلاستيك أبخرة شديدة السمية عند حرقه، ويسبب الضرر للحيوانات البحرية والبرية. إذ يصرح خبير في النفايات البحرية يعمل لدى برنامج الأمم المتحدة للبيئة في كينيا: “إذا بقي الحال على ما هو عليه فسيكون البلاستيك أكثر من الأسماك في المحيط بحلول عام 2050”. (إن الاكياس البلاستيكية التي يجري التخلص منها تفعل ما هو أكثر من مجرد قتل الحيوانات. ففي بنجلاديش ينحى عليها باللائمة في سد المصارف في العاصمة دكا, وهو ما يسهم في حدوث الفيضانات المميتة في البلاد ذات الارض المنخفضة. وقد منعت الحكومة منذ ذلك الحين ملايين الأكياس البلاستيكية التي تستخدم يوميا في البلاد في محاولة لتخفيف حدة المشكلة)[5].
كما عمدت بعض الدول إلى تخفيض إنتاجها من الأكياس البلاستيكية مثل كينيا (بدأت كينيا عام 2017، العمل بأشد القوانين صرامة في العالم للحد من التلوث الذي تسببه المواد البلاستيكية، بعدما أعلنت العقاب بالسجن لمدة تصل إلى 4 سنوات أو دفع غرامة 50 ألف دولار، لكل من ينتج أو يبيع أو حتى يستخدم الأكياس البلاستيكية)[6]. وبذلك تنضم كينيا إلى أكثر من 40 دولة حظرت استخدام الأكياس البلاستيكية كليا أو جزئيا أو فرضت ضرائب على استخدام الأكياس البلاستيكية التي تستعمل مرة واحدة، ومن بينها الصين وفرنسا ورواندا وإيطاليا.
إن العقوبات الزجرية .قد لا تؤدي ما هو مرجو منها، ولكن البحث عن بديل بيولوجي يوفر عنصري الجمالية والوظيفية هو من مهمة التصميم، (فقد صنعت مؤسسة بريطانية بديلا للاكياس البلاستيكية العادية, وذلك بإضافتها محسنا إلى البولي اثيلين يستمر بحالة جيدة لفترة طويلة, غير أنه يتحول إلى ماء وثاني أكسيد الكربون وتراب بعد تحلله. لكن التكاليف العليا تظل مشكلة بالنسبة لكثير من المنتجات القابلة للتحلل)[7], ويقول منتقدون: إن بعض المنتجات البديلة تتحول إلى مئات الرقائق التي يمكن أن تضر بالحياة البرية لنعود وندور في حلقة مفرغة. وتستخدم بعض الدول أساليب جديدة, حيث تتطلع مدينة بنجالور في جنوب الهند إلى استخدام خليط من البيتومين واللدائن المعاد تدويرها في إقامة الطرق.
يستمر البحث عن البديل البيولوجي باعتباره حلاً مناسباً، بفضل وعي المستهلك والمصمم في الاختيارات البديلة مثل القماش والسعف والورق والمواد الصديقة للبيئة، بتصميماتها وألوانها وأحجامها المختلفة. فقد صممت أندونيسيا أكياسا بيولوجية من جذور النباتات التي تتحلل بعد أربعة أسابيع، وقامت بتوزيعها على المتاجر في خطة لإنهاء استخدام البلاستيك المتداول، إلا أن الإقبال عليها لايعتبر مشجعاً، رغم اللجوء إلى حلول تصميمية لدعم هذا التوجه.
نذكر أيضاً تونس والحملة الوطنية ضد الأكياس البلاستيكية المضرة بالبيئة، التي دعت إليها كافة مكونات المجتمع المدني، لنشر الوعي بالمخاطر البيئية التي تنجم عن استعمال الأكياس البلاستيكية، وكانت الاستجابة من المغازات الكبرى والمواطنين، باستخدام أكياس بيولوجية تتحلل بطريقة سريعة في الطبيعة بتصميمات متنوعة محببة خفيفة وعملية تستعمل لأكثر من مرة واحدة، ومع ذلك لم تنته المشكلة، فما زالت أشياء كثير خاضعة للتغليف غير الصحي متواجدة على الساحة.
رأينا في الأمثلة السابقة حلولاً عدة مختلفة، عمدت إليها الدول لحماية البيئة بمساهمات وطنية محلية، فكانت حلولاً قسرية أحياناً وزجرية وأحياناً ملزمة بشكل غير مباشر، وأحياناً طوعية تتعامل مع وعي المواطن وشعوره بالمسؤولية ، بتقديم منتج تصميمي معاصر ساهم في إنقاص استهلاك الكيس البلاستيكي إلى حد ما. والمشكلة هنا ليست متمثلة في الكيس البلاستيكي كمنتج فقط، ولكن في نشوء وتطور عقلية استهلاك تتصف باللامبالاة التي تنم عن أزمة وعي إيتيقية لدى إنسان ما بعد الحداثة، وسقوط مقولة الاقتصاد الرشيد، إذاً هل هي مسؤولية المواطن المستهلك أم مسؤولية المنتج؟ يعد (الاستهلاك ظاهرة بشرية ووسيلة حضارية لها عدة أوجه، فهي تعبير عن الحاجة وشهوة النفس، كما هي تعاون التشكيل الاجتماعي ومصلحته في هذه الحاجة، وطبيعة هذه الحاجة وهدفها الاقتصادي بالنسبة للفرد والجماعة)[8].، ولكن أوهام المغالات في الاستهلاك، تؤدي إلى تراكم كمي ونوعي للنفايات الغير قابلة للتدوير أو الانحلال مثل البلاستيك، حيث يختفي شرط مراعاة البيئة الطبيعية مقابل نرجسية هدامة من قبل المستهلك الذي يقع في حبائل الانتاج الكمي الهائل لتلك المواد، مع العلم أنه يتم تصنيع ما يقارب تسعة عشر مليون طن من البلاستيك خلال ربع ساعة فقط في كافة أنحاء العالم. يلاحظ الباحث هيتم عبد الله سليمان أن( الطبيعة بحد ذاتها لاتولد نفايات تذكر أو مخلفات تذكر ، فالطبيعة تعتمد على الدورات للحفاظ على الحياة، فلا توجد مخلفات في النظام البيئي، لأن مخلفات كائن معين هي غذاء لكائن
آخر فالمغذيات تدور بصورة مستمرة)[9] . ولكن غالباً ما يقع المستهلك ضحية لعبة الدورة الاقتصادية الكبرى لعملية الانتاج، فلا يجد بدائل إنتاجية تساعد ه على الاختيار الحر والواعي.
فاليوم يبتكر النظام الاستهلاكي رموزه وطقوسه وآلهته كذلك، أي أسطورته، وتسوق هذه الأسطورة إعلامياً وثقافياً، ومن خلالها يجري تقنين الحاجات والرغبات والأذواق والقناعات. أذاً أين يكمن دور المصمم الذي يعتبر حلقة من حلقات الإنتاج الصناعي، والذي يمتلك القدرة على توجيه السوق والمستهلك، وفق استراتيجيات، تعالج المشاكل المتعلقة بمخلفات الاستهلاك. والذي يمتلك القدرة على تغيير النمط الاستهلاكي للمواطن ،( إن الاختراعات والابتكارات والاكتشافات العلمية والتقدم في وسائل الاتصال والنقل كلها ذات أثر في التغير الاجتماعي، إذ تنعكس على الأساليب الفكرية للناس وعلاقاتهم الاجتماعية وتغير السلوك البشري)[10]، فالتغير سمة مميزة للمجتمع الإنساني، وبالتالي يتحمل المصمم جزءاً غير يسير في تغيير الذائقة وبعض العادات الاستهلاكية للمواطن من خلال تصاميمه، كونه يتدخل في شكل ووظيفة المنتوج، يؤكد مانزيني[11]( أن التصميم يمكن أن يكون عامل تغيير اجتماعي)، أن يؤثر في السلوكيات ويؤقلمها مع الجديد المبتكر، ويمكن أن يفتح نوافذ على احتمالات لم تستكشف من قبل. وبالنسبة إليه(يجب أن يكون التصميم جسراً بين التكنولوجيا والمجتمع).كما يقول لوسيان غولدمان (إن أصحاب الخلق الفني هم كتل اجتماعية وليسوا أفراداً منعزلين)[13]، إذ يعمل المصمم في إطار مجتمعي محلي، يعاني من ظروف بيئية تتطلب التدخل، لحماية نفسه وحماية مجتمعه من تداعيات بعض الأزمات، محاولاً البحث عن حلول مستديمة.
(منذ عام 1945- 1960 إلى وقتنا هذا، لايزال التصميم يتأرجح بين العضوية والعقلانية. وظهور أطروحات تميزت بالنظر إلى التصميم مثل حل للمشاكل العالقة في الوسط الاجتماعي الثقافي والطبيعي. أو بالنظر إليه كعامل إخلال بالبيئة الاجتماعية(الاستهلاك المفرط)[13].
نادى المصممون بضرورة إعادة تشكيل البيئة والأدوات والطرق التي يفكرون بها، ووجدوا أن الكم الهائل للنفايات تجاوز الكم الهائل للسكان، فحضرت أفكار الرسكلة والتدوير وإعادة الإنتاج للنفايات البلاستيكية. والحث على ابتكار مواد جديدة. تفترض المواطنة تفاعلاً إيجابياً تشاركياً يضم جميع الأطراف المكونة للدولة( أي المشاركة والمساواة
أمام القانون والسيادة والديمقراطية، والتي تعتبر الخاصية الأولى لمبدأ المواطنة)[14] . وميزة المشاركة تحيل إلى الفعل( يقال عن كائن بشري، فاعل بشري).
وفي تصريح لمجلس التصميم العالمي2013نجد المقولة التالية( يستند التصميم في السياقات العامة إلى ثلاث سمات اجتماعية مميزة، الابتكار حسب التصميم، العمل الجماعي متعدد التخصصات، والالتزام تجاه المواطنين بشكل تام في نهج ودراسة الخدمات العامة،
وفي هذا السياق ينظر إلى التصميم على أنه طريقة لتجاوز الهيكل التنظيمي وتشجيع العمل الجماعي، كما ركز على تنوع الحاجات الإنسانية[15].
- تصميم المشاكل المنفصلة.
- القدرة على دمج التصميم في ثقافة مشاريع الخدمة العامة.
- تصميم لأجل الجماهير.
خلاصة:
يفاجئنا عصر مابعد الحداثة بطرح مغاير للمفاهيم، لإعادة صياغة المصاغ في إطار التغيرات الدائمة حولنا، لأن ثنائية التصميم والمواطنة تلفت النظر إلى الجوهر المشترك في دفع روح الجماعة لحل أزماتها، وهي مفاهيم منفتحة على غيرها مثل التسميات المتداولة والمتغيرة في عالم التصميم، فالتصميم البديل، والتصميم الاجتماعي، وتصميم التفكير، والتصميم البيولوجي والبيئي، وغيرها تسميات ذات منحى محدد وهو خدمة المواطن. كما أن تصميم الخدمة يدخل في سد احتياجات الفرد، الذي نستطيع أن نطلق عليه تصميم الحاجة المتغيرة مع مرور الزمن.
يرزح المواطن في مجتمع الاستهلاك تحت أوهاماً عدة، مثل وهم التملك والمضاهاة، والبحث عن الرضا الداخلي ، ووهم الرسكلة التي نادت بها دولاً غربية كثيرة ولكنها حبذت البديل البيولوجي رغم قدرتها على إعادة التدوير. ووهم القانون المطاطي في كثير من الأحيان. تفتح قضية الأكياس البلاستيكية على الإمكانية في ترشيد الإنتاج أيضاً. وإمكانية تغيير السلوك الفردي والاجتماعي، وتنفيذ بعض الاستراتيجيات الواعدة في حماية البيئة، فالاهتمام بقضاياها تجاوز الحدود المحلية والإقليمية والدولية، حتى أصبحت من المسائل الكونية التي يعنى بها كثر، نتيجة آثارها التي لا تقتصر على الإنسان وحده بل تتعداه إلى الحيوان والنبات، ومن ثم الطبيعة بأكملها.فقد طرحت الأمم المتحدة برنامج( الإنتاج الأنظف) أول مرة عام 1989م، بأنه التطبيق المستمر لاستراتيجية بيئية وقائية ومتكاملة على عمليات الإنتاج و المنتوجات و الخدمات لزيادة الكفاءة البيئية وتقليل المخاطر على الإنسان والبيئة.
اعتبر اختراع البلاستيك في ستينيات القرن الماضي ثورة في عالم التصميم والتصنيع، لكن مع تزايد الاستهلاك أصبح من أزمات العصر البيئية، والحفاظ على البيئة مشروع مجتمع ووطن من أجل حياة أفضل. وهو أزمة مجتمعية تتطلب التدخل الفني والتقني ، صرح ممثل ( مونيتر ديلويت في دبي) في حديثه عن أفاق التصميم في البلاد العربية بما يلي: (لاتزال الصناعات الإبداعية في المنطقة متواضعة مقارنة بالبلاد الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية، من حيث مساهمتها في الناتج العام الإجمالي ويعود ذلك إلى قلة المرافق التعليمية والكفاءات الإقليمية، وبشكل عام ينظر إلى هذين العنصرين على كونهما العائقين الرئيسيين أمام نمو صناعة التصميم وبالتالي قدرة المنطقة على الابتكار)[16] أي أن إعداد استراتيجيات وخطط يقوم بها التصميم بحاجة إلى دعم مؤسساتي على مستويات عالية، فمن شروط المواطنة اكتمال نمو الدولة الذي يعتبر بعداً أساسياً من أبعاد المواطنة.
نستطيع اعتبار تدريس التصميم في معاهد عليا استراتيجية وطنية ، ولكننا نأمل في وجود استراتيجيات لمرحلة مابعد الحصول على دبلوم التخصص في التصميم، متمثلة في خطط خمسية أو عشرية ، خطط مندمجة في التنمية المستدامة، أي التخطيط على مدى خمسون سنة، نأمل أيضاً في وجود هيكل قانوني وتنظيمي يجتمع المصممون الخريجين تحت لواءه، لدفعه إلى أداء فعل المواطنة على خير مايرام.
1] -روبرت بيترز: مصمم غرافيك كندي.
[2] -كتاب جدليات الاندماج الاجتماعي وبناء الدولة والأمة في الوطن العربي، مجموعة من المؤلفين،ص261، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بيروت ، ماي، 2014.
[3] – أبو شقرا سهى: مسح العربي الجديد للدول المحاربة لأكياس البلاستيك، 24 سبتمبر 2018.
[4] – ليلى فوهر- جين باتون،19 مارس 2019. مقالة بعنوان البلاستيك يهدد المعمورة.جريدة البيان الإلكترونية، رئيسة قسم السياسة البيئية الدولية في مؤسسة هاينريش بول. ناشطة عالمية مناهضة للبلاستيك، وهي تشغل منصب المنسق المؤقت لمنطقة الولايات المتحدة لحركة «التحرر من البلاستيك.
[5] – نور يوسف:اكياس البلاستيك خطر على الصحة أمراض قاتلة.. عدوى.. وتلوث في “كيس بلاستيك” صحيفة اليوم42جانفي 2019 ـ الدمام | 03:00السبت 04 / 06 / 2005..
[6] – شبكة نيوزسكاي عربية، أبو ظبي ، 28 أوت 2017 الساعة 7.40.
[7] – جريدة الشرق الوسط الاثنين 2أوت 2004، العدد9379.
[8] -عبد الله سلمان: كتاب اقتصاديات الطاقة المتجددة في ألمانيا ومصر والعراق، ص26، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بيروت ، فيفري2016.
[9] -عبد الله سلمان هيثم: كتاب اقتصاديات الطاقة في ألمانيا ومصر والعراق، ،ص26، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بيروت ، فيفري2016.
[10] -عماد زامل يوسف، سوسيولوجيا التغير، قراءة مفاهيمية في ماهية التغير واتجاهاته الفكرية، كلية الآداب جامعة واسط.
[11] -إيزو مانزيني، Ezio Manzini إزيو مانزيني هو مصمم إيطالي ، وأستاذ في بوليتيكنيكو دي ميلانو ، ويرأس وحدة الأبحاث في التصميم والابتكار من أجل التنمية المستدامة.
[12] -عطية عبود: الفن حول العالم، ص136.
[13] -Anne Bony : Le design ; histoire, principaux courants, grandes figures, Larousse – Comprendre Et Reconnaitre 04 Septembre 2013,Larousse,ISBEN,
[14] -أندرو إدجار، بيتر سيدجويك، “موسوعة النظرية الثقافية: المفاهيم والمصطلحات الأساسية”،ص628، ترجمة هناء الجوهري، المركز القومي للترجمة، القاهرة، 2009، مراجعة وتعليق وتقديم ،
محمد الجوهري ترجمة هناء الجوهري، ط2، 2014.
[15) : Caroline Gagnona, Valérie Côtéb, Public design and social innovation: Learning from applied research, a Université Laval b Université de Montréal ;P6 .
[16] – تقرير عن آفاق تعليم التصميم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مجلس دبي للتصميم. ايمانويل دورر موينتور ديلويت، منطقة الشرق الأوسط.
(17)- تقرير عن آفاق تعليم التصميم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مجلس دبي للتصميم. ايمانويل دورر موينتور ديلويت، منطقة الشرق الأوسط.