الجمالية المسيحية الشرقية

عناصر الفن المسيحي في العصور المبكرة

      تحتوي الأيقونات والمنمنمات على أشخاص مرسومين يمثلون القديسين أو الملائكة أو أشخاص من العامة أو على رسم للمسيح أو العذراء، كما تحتوي على عناصر أخرى ترتبط بالقصص الدينية ارتباطاً وثيقاً وهي عبارة عن مشاهد طبيعية ومعمارية. حيوانات، طيور، أشياء مصاحبة لتلك العناصر ذات قيمة استعمالية، الملابس.

تحمل ملامح وألبسة تلك الشخصيات دلالات عدة لايستغنى عنها في رسم الأيقونات أو المنمنمات المسيحية، كما أن حجم الشخص المصور ومكانه داخل الأيقونة يحمل دلالات دينية أو أسطورية كبرى.

-الأشخاص: وهم عبارة عن قديسين وملائكة وربما الخدم والحواريون وقد يكونون رسلاً يحيطون بالمسيح أو مريم العذراء في جميع المراحل التي تصور أطرافاً من سيرتهم، وكثيراً مانرى أن المسيح يمثل بطفل جالس ولكنه ليس طفلاً عادياً وإنما يتصف بالبلوغ للدلالة على أنه نبي، كما نستدل على مكانة الأشخاص من خلال ملابسهم ومايوضع على الرأس، فالمسيح والملائكة والقديسين لهم هالات فوق رؤوسهم أما الأشخاص العاديين فلاشيءيوضع على الرأس.

-عناصر ذات قيمة استعمالية: وهي الصليب بأشكاله وأحجامه المختلفة سواء كان من المعدن أو الخشب أو مرسوماً أو صليباً بسيطاً او معقوفاً، وأيضاً وجود الأبواب، الكؤوس، مقاعد مزركشة، قدور التعميد في مشهد تعميد المسيح، سيوف، ستائر، مائدة، صحون، طعام ، قلادات، هالات ذهبية، أوراق الكتابة، أوراق مكتوبة، رماح……….إلخ.

-الملابس: تتميز الملابس في المنمنمات السريانية بطريقة رسم خاصة، فهي ملابس عريضة وطويلة تخفي ملامح الجسد وتغطيه، غير أنها في بداية الفن المسيحي وظهور الأيقونات كانت ترسم بخطوط بسيطة ولكن مع تقدم هذا  الفن وازدهاره وتداخل أساليب الرسم فيه( إغريقي، بيزنطي، عربي، فارسي)أصبح هناك طريقة خاصة لرسم طيات الملابس عند الإنجيليين السريان كما هو مبين آنفاً، فنرى طيات الملابس مكونة من خطوط منحنية معقدة ومكونة من مساحات صغيرة متداخلة وأحياناً مساحات كبيرة كما نجدها أحياناً خطوطاً طويلة بسيطة.

-الطبيعة: تتمثل في وجود شجرة عيد الميلاد أو أشجار الصنوبر، سماء صافية أو غائمة أو عاصفة لتدل على هبوط الملائكة، وجود النجوم والشمس، كما نرى أزهاراً تكون شكل صليب أو إكليل الغار أو إكليل الشوك، أعشاب برية.

الصخور نراها مرسومة بشكل متقن مرتبة ضمن نسق واحد مع تدرج في الحجم كأنها تتكاثر أو تتوالد، رسمها الإنجيليين بعدة أساليب كأنها صخور بلورية أو خرافية مهندسة جيداً أو صخور من المرجات خيالية الشكل.

-العمارة: نرى صورة المهد مبنياً كما  اللحد ونرى واجهات معمارية قديمة أسطورية، أحياناً أقواس وأعمدة لمباني ضخمة وأحياناً نرى جزءاً من السقف مع اعتماد مشهد معماري كخلفية للموضوع.

-الحيوانات: تضم الأيقونات والمنمنمات تشخيصاً لصور بعض الحيوانات مثل الحصان، الحصان المجنح، التنين في أيقونة مارجوجس، الغزال، الحمل الذي يدل على المسيح وبعض الطيور كالحمام والطاووس وطيور خرافية مستمدة من الأساطير.

-الأجنحة: وهي متواجدة في غالب الأيقونات والمنمنمات وهي موجودة على الملائكة أو على الحصان.

المراجع

-جميع تفسيرات الرموز مأخوذة عن كتاب فيليب سيرانج، ترجمة عبد الهادي عباس، الرموز في الفن والأساطير والأديان، الحياة، ط1، دمشق 1992م، ص409.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page

X