حركة الفنون والحرفArts and crafts

    ازدهرت في إنكلترا خاصة في النصف الثاني من تلك الفترة واستمر نفوذها حتى الثلاثينيات من القرن العشرين، وحين نتحدث عن حركة الفنون والحرف هذا يعني أننا نتحدث عن ويليام موريس(1834-1896) مؤسس الحركة خلال العقد السادس من القرن التاسع عشر،عمل أنصار هذه الحركة على إعادة بناء الروابط ما بين العمل الجميل والعامل، لقد صمم هؤلاء على إحياء البساطة الرائعة التي كانت سائدة في فنون القرن الخامس عشر، رغم أنهم من أكثر أنصار فنون عصر النهضة التي تميزت بالصرامة والروحية الدينية وكثرة الزخارف. كما وعدت مجتمعها بكرامة جديدة للعمل ، بيئة جميلة جماليا و إلغاء تدريجي للطائفية و الطبقات المجتمعية بالإضافة لتحسينات أخلاقية وروحية في الشخصية البشرية .

وعد ويليام موريس بأن العناصر النفعية ستصبح أعمال فنية وبالتالي نقل العمال الملولين و الجهلة إلى فنانين شغوفين . وقد قال موريس أنه لكي يمارس شخص ما حرفة يجب أن يكون متنورا ونبيلا، بالطبع ، ويليام موريس و أتباعه فشلوا في تحقيق هذه الأهداف الطوباوية ، رسوماته الجدارية المأخوذة من العصور الوسطى ، الخلفيات و التصاميم النسيجية إلى خدمة وشهوانية للمثقفين الأثرياء فقط  نظرا لغلاء أسعارها وكلفتها.

لقد الهمت أفكار هذه الحركة العديد من المدارس التي جاءت بعدها مثل buhaus, De stijl, Art Nouveau ، ويمكن القول أن الحركة كانت مقدمةً لحركة الحداثة في الفنون فيما بعد.ما بين عامي 1891 و 1896 أسس وليام موريس – وهو رائد فـي حركـة الفنـون والحـرف “Movement Crafts & Arts – “مطبعتـه الخاصــة (Press Kelmscott (وبدأ بطباعة المواد الإعلانية الخاصـة بحركـة الفنـون والحرف، ومن ثم نشر العديد من الكتب المتقنة الطباعة ليبيعها بعـد ذلـك إلـى الأغنياء، وبهذا كان موريس أول من فصل ما بين التصميم والفنـون الأخـرى، لقد آمن موريس بوجوب الابتعاد عن الأساليب الرخيصة في الإنتاج الفنـي، والعودة إلى الحرف اليدوية، وأن الفن يجب أن يكون في المتناول، ولا يجـب أن يكون هناك ترتيب في الوسائط الفنية.

يعتبر الكثيرين من النقاد أن “بيت موندريان” – المولود في عـام 1872 -أب التصميم الجرافيكي، بالرغم من أنه كان فناناً تشكيلياً، إلا أن استخدامه للـشبكات (grids (في لوحاته التي سماها (تكوينات) كان الشرارة الأولى لظهور ما يسمى نظام الشبكات (system grids (في مجال الإعلانات).

الوسط الفكري السائد في حقبة الفنون و الحرف اليدوي

كانت حركة الفنون و الحرف اليدوية رد فعل على القبح و اليأس من المجتمع الصناعي البريطاني التي كانت في العقود المبكرة من الثورة الصناعية ، فكان موريس قد لاحظ تغير بريطانيا الأرض الخضراء و متعة الحياة فيها إلا مطاحن شيطانية حسب تعبيره ، فوقف موريس مع معلمه جون روسكين سويا لينتقدوا القصور البشعة للأثرياء الجدد و ومباني العصور الظلامية الزائفة في جامعة أوكسفورد.

 تراجع موريس إلى عصر ما قبل العلوم في أفكاره وأراد العودة إلى النقابات الحرفية الناضجة في نهاية الصور الظلامية محاولا العودة لمجتمع القرون الوسطى حيث المبارزات و والمهرجانات و الآداب محور المجتمع .

ومع نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين لم يكن هناك احد يشك بأن العلم جلب صراعات مع القيم الأخلاقية والاجتماعية في المجتمع . رأى” جوليان بندا”[1] أن العلم قام بنوع من الفصام بين المجتمع فبات المواطن يتحول إلى مثقف وثم إلى فني بدلا من أن يكون مواطن.

أفكاره وليم موريس وحركته كانت جميعها محصورة بجملة من الأسباب

– اعتقاده بأن التصاميم الجيدة للمباني و المفروشات و الأدوات المنزلية المصممة جيدا تطور المجتمع .

– أن البيئة المادية الجديدة أثرت في أخلاق المجتمع .

– وأن القيم المثلى للحرفيين هي إنتاج سلع جميلة .

– وأن حياة الناس العاديين و الفنانين كانت أفضل في الماضي .

– وأن المجتمع في نهاية القرن 19 كان ينتج ملايين السلع الفنية بدون استعمال الحرفين الفنانين الشغوفين .

– وأن المباني المعمارية الحديثة تطبق البشاعة على حياة البشر من يوم لآخر.


من اعمال ويليام موريس
ويليام موريس مؤسس حكة الفنون والحرف
من اعمال ويليام موريس

[1] -جوليان بندا: مفكر وروائي فرنسي أعلن صرخته في وجه المثقفين الذين تستهويهم مغريات السلطة والجماهير فتقودهم للانحياز لمصالحهم السياسية والنفعية على حساب دورهم ومسؤولياتهم الأخلاقية. جاء كتاب بندا صادما من عنوانه الذي حمل اسم «خيانة المثقفين» الصادر عام 1927. منذ ذلك الوقت صار مصطلح «خيانة المثقفين» يرمز للإشارة إلى تخلي المثقفين عن استقامتهم الفكرية.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page

X