تتضمن عبارات الأمثلة الشعبية، كثير من الرموز والإشارات والعلامات، ناسجة في مخيلة المتلقي الفطرية، عالماً مغايراً للواقع المعيش، كأنها تمثل نتائج أو مسلمات، لتشحذ القريحة بمعان وعبارات مرسومة وموضوعة، للتعبير عن موقف أو للتفكير.
ففي العامية: يرد هذا المثل الشعبي، الذي مازال متداولاً إلى وقتنا الحاضر بصيغ عديدة، لكنه دائماً يأخذ المعنى ذاته وهو” أوريك نجوم القايلة”، وقد ورد هذا التعبير عند العامة في القديم، كما قال ابن عبد ربه الأندلسي: “وتقول العامة: أريته النجوم وسط النهار. قال الفرزدق: * أريك نجوم الليل والشمس حيّة* وقال طرفة بن العبد: *وتريك النجم يجري بالظهر*” وهو دليل على قوة النظر أو قوة الإزعاج من شخص ما.
يدل الرمز هنا على إمكانية المستحيل، الذي سيثبته طرف مقابل آخر، انتقاماً أو ردة فعل آنية، ضمن مواجهة صدامية فيها تحد، فلو حصل ذلك فهو معجزة وهي لن تحصل، فالنجوم لا تظهر مع الشمس في النهار، كما أنه لا توجد نجوم في فترة الظهر، إذاً فالمراد هنا التهديد بالأذى، وهو تأويل مبطن لتلك العبارة.
– تصورات المخيال الشعبي:
يظهر الهلال والنجمة مثل رمزين شعبيين، يعبران عن التفاؤل في الأعياد، يسكنان في عمق المعتقد الشعبي، الذي يحتفي بمخيلة خصبة، أخذت مخزونها من تراكم تاريخي، لأساطير وعادات وتقاليد وأعراف، لنجد الهلال والنجمة كوشم على الجسد، واعتباره تعويذة تجلب الخير ويحمل طاقة إيجابية كبيرة.
يشكل المخيال الشعبي تصوراته ويخلق إطاراً لحركة الوعي الجمعي في المجتمع، ليكوّن ثقافة شعبية جماهيرية، فالنجوم علامات والأقمار أقدار تتحرك وتسطر. “والرموز الشعبية هي في الأساس نشاط عقلي يعبر عن الوجدان أو صياغة لانفعال يدركه العقل و هذه الرموز ترتبط بمعاني عميقة، ولهذا تكون الاستجابة سريعة من الآخرين لمعاني هذه الرموز بنفس مستوي العمق فى شكل الرمز، ويتغير شكل الرموز ومعانيها تبعا لثقافة كل شعب ، تأخذ تغيرات شكلية ومعاني متنوعة لدى الشعوب المختلفة”[1] وقد لا نجد حكاية أو مثلاً شعبياً أو أسطورة أو قطعة مصوغ لا تقترن أطراف روايتها بالهلال والنجمة.
المراجع
[1] – سميرعبد العظيم( حنان)صياغة معاصرة للرموز الشعبية العربية في مجال الرسم الالكتروني، مجلة العلوم والفنون التطبيقيةالمعهد العهد العالي للفنون التطبيقية6-اكتوبر، مصر .ص4